
في الحقيقة المجتمعات التي خاضت الثورات نتيجة نزاعات داخلية وأخرى جهوية ودولية وبعد استنفاد الأساليب والوصول إلى باب مسدود أصبحت المجتمعات في مرحلة ما من النضوج الفكري بأن المصالحة الوطنية الشاملة هي الطريقة الوحيدة لطي صفحة الماضي والمضي قدما في مرحلة البناء تلبية لخروج المجتمع المدني بحلة جديدة من عناصرها وتهيئة الأرضية لأجيالها القادمة في بناء الدولة الحديثة. هذه المجتمعات تساهم في الضغط على القادة أو الصفوة في المجتمع في اتجاه التنمية الاقتصادية تؤدي إلى أن تشيع التنمية والاستثمارات الداخلية وكذلك تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى الدولة بما يساهم في هذا العصر الحديث أصبح اقتصاد الدولة هو العمود الفقري للحكومة في رعاية وتثبيت مصالحها السياسية والإقليمية والدولية. الاقتصاد الطبيعي يعتمد على العناصر الأساسية التأهيل إلى المستويات الإقليمية والدولية ومن أهمها الأمن والأمان وتنمية الموارد البشرية والتعليم والصحة ليصل الجميع إلى مستويات عالية من الإنتاجية والعنصر الأساسي لتحقيق ذلك هو استقرار المجتمع المدني من خلال تقبل الجميع لمبدأ المصالحة الوطنية وتخطي الماضي. طبعا المشكلة التي تعاني منها المجتمعات في ليبيا بالأخص تعيش مشكلة المجتمع بحد ذاته الصفوة وقادة المجتمع يتحكمون في مجريات الحرب والسلم هم الذين يعملون ليلا ونهارا على التحكم بأي شكل من الأشكال واستعمال موارد الدولة أو الموارد الشرعية أو مواردها في التحكم في هذه المجتمعات. فهذه الظاهرة ظاهرة القوة المجتمعية الأقلية أو أقلية الصفوة هي ظاهرة عامة في كل المجتمعات لكن ما يعاني منه الإخوة في ليبيا هي الوحدة. فالكيانات الحزبية هم يعنيهم هذا الأمر في موضوع المصالحة أما المجتمع في حد ذاته كمجتمع هو قابل للمصالحة وقابل للاستقرار وقد لا تكون هناك قضايا كبيره جدا ومشاكل تجعله يمتنع عن المصالحة الاجتماعية. هذه اللقاءات والمؤتمرات تحتاج إلى النظر في قادة المجتمع الذين يقودون المجتمعات إلى السلم أو الحرب أو إلى الاقتصاد أو إلى الفوضى. الدول الإقليمية المجاورة لليبيا جزء بسيط منها يحاول أن ينتفع من هذه الفوضى لفترة مؤقتة لكن أضرار النزاع المجتمعي في ليبيا يسبب الانتقال إلى هذه الدول في تونس مثلا أصبح المجتمع التونسي ينقسم في ظل الأزمة داخل ليبيا وعليه فالقادة الحقيقيون لهذا المجتمع يحتاج إلى نوع من العمل إلى فكرة أو محاور مَن هم القادة أو الصفوة المجتمعية التي يتم الاعتماد عليها للذهاب إلى إنشاء مصالحة حقيقية وتغييب أو طي صفحة الماضي من الذاكرة السوداء لكل هذه المجتمعات.