
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. كل الشكر والتقدير للإخوة في مركز الحقيقة على إتاحة هذه الفرصة والالتقاء بهذه الوجوه الطيبة.
طبعا بعد كلمه الأخ خالد لا بد من الاتجاه المعاكس الرأي والرأي الآخر، عندنا في سوريا قصة أن الحرامي اللص مسك بالولد الولد بدأ يصرخ على أبيه ويقول له لقد مسكني الحرامي قال له اتركه فقال له تركته لكن هو ما يتركني!
المشكلة الحقيقية نحن نريد الحوار نريد المصالحة وباعتقادي لا أحد يريد أن يكون بعيدا عن الوطن اعتقد الكثير منا قضى ربما أكثر من نصف عمره خارج هذا الوطن استيقظنا على أكذوبة اسمها وطن، وطن كان لهم ليس لك كمظلوم أنا أتكلم كسوري والمظلوم للمظلوم نسيب، للأسف الشديد أنا أحكي قصة بسيطة عودة للوراء قبل 100 سنة 1920/1918 كلنا نعرف القصة بأن الشريف حسين وأبناءه وقفوا مع الاحتلال البريطاني وغيره الفرنسي وقوات الحلفاء لإسقاط الخلافة العثمانية أول شيء جردوا الشريف حسين من لقب شريف بمعنى أنه لن يصبح خليفة للمسلمين أو للعرب كما كانوا يقولون بعدها ضنوا وبخلوا حتى على الملك فيصل بأن يكون رئيسا لسوريا تخيلوا سوريا فقط دخل الاحتلال الفرنسي وأزاح فيصل رغم كل الجهود الرهيبة التي بذلها وأشقاؤه وأبوه خدمة للغرب من أجل إسقاط الخلافة ومع هذا لم يتحملوا فيصل رئيسا لسوريا حتى يشكلوا جيش المشرق في سوريا وأنا أسميه شبيحة ذلك الزمان نواة جيش المشرق الذي خدم فرنسا في تلك الفترة هو الذي يحكم سوريا اليوم وهو الذي حكم سوريا طوال هذه الفترة تخيلوا يتشدقون بأنهم يبنون مؤسسات ثلاث سنوات بعد رحيل فرنسا عن سوريا سنة 1946 لم تستطع تلك المؤسسات أن تصمد فانقلب الجيش عليها فأنت تبذر بذور الإرهاب واللا مؤسساتية والعنف أنت من زرعت صدر مؤخرا كتاب قيم جدا جدا للباحثة الأمريكية إليزابيث تامسون عنوانه رائع (كيف سرق الغرب الديمقراطية من العرب) وهي تؤرخ لمرحلة خطيرة في تاريخ سوريا الحديثة وتاريخ المنطقة العربية سوريا والعراق بين عامي 1918/1920 يتحدث الكتاب كيف أن بذور الإرهاب الذي يقوم الآن في سوريا إنما بذر من قبل الفرنسيين بمعنى حتى تقول إنه في المفاصل الصحية تخيلوا كان هناك فروع للمخابرات الفرنسية القصف الجوي الذي حصل في سوريا بالعشرينيات على المدنيين في الغوطة وغيرها كان على يد الفرنسيين.
أما ما حصل في مصر أنا باعتقادي أن هذه الأنظمة الاستبدادية الشمولية لا أحد طالب الفرنسيين أن يتخلوا عن ثورتهم ولا أحد فكّر من البلاشفة أن يعمل مفاوضات. الثورات لا مفاوضات فيها لا نضحك على بعض! الثورات في تاريخ الشعوب يجب أن تنتصر وعندما تنتصر وتصل إلى السلطة كما حصل مع نلسن مانديلا يقول (نغفر لكن لا ننسى) أما الظالم الذي قتل وشرد وظلم ثم في الأخير سيصلح هذه لم تحصل في تاريخ البشرية لدينا تجربة أفغانستان وهي تجربة واضحة يعني الحق يؤخذ بالقوة لا يوجد ظالم أو متكبر يخلع مخالبه بيده يجب أن تخلعها أنت ثم بعد أن تنزعها له وأراد أن يفاوض تكون هناك مفاوضات هل لو فعلت طالبان قبل عشرين سنة ما نتكلم عليه الآن لحصلت على ما حصلت عليه اليوم؟ والأمر ليس صعبا لكن أن يكون الإنسان أمين على الدماء التي سفكت في السابق فإذا استطعت أن تصون هذه الدماء استطعت أن ترسم مستقبلا لجيل قادم أنا أتذكر الانسحاب السوفييتي من أفغانستان لو أن هذا الاحتلال جُرّم في ذلك الوقت ودفع السوفييت تعويضات للأفغان هل كان سيتجرأ الروس على احتلال سوريا اليوم؟ لأن مَن أمنَ العقوبة أساء الأدب! ولذلك عندما نتحدث عن تلك الفترة لم تكن المفاوضات بين المجاهدين الأفغان وبين السوفييت وإنما كانت المفاوضات بين حكومة كابل وحكومة إسلام أباد برعاية أمريكا والاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت الأمر اليوم مختلف فالمفاوضات تجري مباشرة بين طالبان والأمريكان حتى بدون إشراف الحكومة الأفغانية التي نصّبها الأمريكيون.