بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، السلام عليكم ورحمه الله وبركاته السادة الباحثون الكرام الذين شرفونا بالحضور من شتى المناطق والمراكز والمؤسسات الحضور الكريم السادة والسيدات المتابعون لأعمال هذه الندوة عبر الوسائل الإعلامية المختلفة الإخوة الإعلاميون الذين يغطون هذه الندوة وأعمالها وينقلونها أهلا وسهلا ومرحبا بكم جميعا في هذه الندوة التي نتدارس فيها موضوع غاية في الأهمية ذلك هو موضوع المصالحة الوطنية في ليبيا وهي الندوة الأولى التي يعقدها مركز الحقيقة للدراسات بالوسائل المباشرة وذلك بسبب الظروف الصحية التي تعلمونها  منذ تأسيسه من قرابة سنة.

أيها الحضور الكريم إن دور المراكز البحثية  ومؤسسات صناعة الأفكار كما هو معلوم يتجاوز مجرد ملاحقة الأحداث أو التعامل السطحي مع القضايا ليتعمق في بحث الأسباب والمشاكل بعد رصد أعراض تقصي الظواهر ومؤشراتها فيقوم بعد ذلك بتوصيفها كي يقدم الحلول والمخرجات العملية الناجعة التي يفترض أن تتجرد عن العواطف والتجاذبات لترتقي لإنتاج حلول يتفق عليها كل منصف وحريص لأنها تبنى على الحقائق والإحصائيات وموضوع المصالحة الوطنية في ليبيا استحوذ على اهتمام كبير من معظم شرائح المجتمع سواء على المستويات الرسمية أو غير الرسمية ولا يكاد يمر وقت قصير إلا وتعقد حول هذا الموضوع اللقاءات والاجتماعات التي تتناوله بطرق شتى إلا أن تناول هذا الموضوع بأيدي الباحثين المختصين وفي أحضان المراكز البحثية يكاد يكون منعدما أو نادرا وقليلا والكتابات والأبحاث حوله لا تزال محدودة حتى إن المهتم لا يكاد يعثر على شيء من الدراسات المختصة في ذلك على مر العقود السابقة وهذا الافتقار هو الذي دفع مركز الحقيقة للدراسات للتفكير في تناول هذا الموضوع من الزوايا غير النمطية وذلك كجزء من رسالته في تجنيب القضايا الوطنية الكبرى من التجاذبات السطحية ويدعو المركز كافة مؤسسات البحث والتفكير لضرورة إخضاع جميع القضايا الجوهرية للبحث والدراسة.

 أيها السادة الكرام إن الاهتمام بموضوع المصالحة الوطنية في ليبيا وتسليط الضوء عليها ليست ترفا فكريا ولا تضخيما لأمر هامشي بل هو التفات لأحد الأسس المتينة التي لا يمكن أن يبنى مجتمع يتطلع للاستقرار والنمو إلا إذا عمق جذورها وشيّد أركانها. إن فشل فكرة التفرد بالتحكم بالمشهد الليبي سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا وقناعة جميع شرائح المجتمع باستحالة بناء دولة وطنية عبر طرف واحد أو أطراف محدودة  سواء كانت تلك الأطراف قبلية أو جهوية أو مناطقية أو عسكرية أو حزبية كل ذلك يجعل طريق المصالحة الوطنية سبيلا وحيدا لتحقيق الأهداف والغايات المشتركة للدولة والمجتمع والتي يطمح لها كل إنسان وإن الصبر  والإصرار وعلاج وتجاوز  المعوقات والعقبات التي تقف في وجه المصالحة الوطنية لهو أيسر من البحث عن طرق أثبت الواقع و التاريخ و التجارب البشرية عدم جدواه.

وبين الطموحات والمعوقات سنقف معكم ضمن محاور هذه الندوة وباسم مركز الحقيقة للدراسات وفي انطلاق  هذه الندوة نتوجه بالشكر إلى جميع الباحثين والمتداخلين الذين ستكون أوراقهم ومداخلاتهم مادة لدراسة علمية ترصد الأسباب والمشاكل وتقدم الحلول وأشكر الحضور الكريم والمتابعين الأجلاء وأشكر كذلك السادة الذين سعوا لحضور الندوة ولم يتمكنوا من ذلك لأسباب مختلفة ولا يفوتني أن أشكر فريق مكتب الدراسات على ما قاموا به من جهد لإعداد هذه الندوة التي نتطلع أن نخرج منها بمخرجات ترتقي إلى مستوى القائمين عليها من الباحثين وأشكركم مرة أخرى ومرحبا بكم.