المغرب:

-اليهود على الخط:

تمَّ اختتتامُ الأسبوع اليهودي المغربي المنعقدِ يوم 19 مارس عبرتقنية الفيديو من طرف مستشار الملك محمد السادس اليهودي أندري أولاي مشيدًا بالدور التاريخي لليهود المغاربة في بناء المغرب الحديث.

وأولاي هو مستشار الملك محمد السادس كما كان مستشارًا لوالده الراحل الحسن الثاني منذ سنة 1990 وهو مصرفي سابق وأحد ألمع الوجوه اليهوديَّة-الإسرائيليَّة- خارج الكيان الغاصب، وأدواره في التطبيع وفي ما يُسمَّى اليد الناعمة للكيان الغاصب لا تخفى على المتابعين، وهو أساسًا صاحب مشروع التطبيع ما بين المغرب والكيان الغاصب،والذي تُوَّج بتوقيع اتِّفاق تطبيع بين المملكة والكيان، وقد ورِّط حزب العدالة والتنمية حينها برئاسة العثماني رئيس الحكومة في إمضاء الاتِّفاق ممَّا قاد الحزب لهزيمة انتخابيَّة نكراء ما زال يتجرَّع خساراتها إلى الآن.

الكيان الغاصب لم يتأخر كثيرًا في الاستفادة من اتِّفاقيَّة التطبيع الأخيرة بينه وبين المغرب، فقد أعلن وزير الابتكار والعلوم والتكنولوجيا –الإسرائيلي- أوفير أكونيس بأنَّ شركة إسرائيليَّة انطلقت في الاستثمار الفعلي في الصحراء الغربيَّة في مشروع تربية الأحياء المائيَّة، والكيان والممكلة في طور مناقشة جملة من المشاريع في الصحراء الغربيَّة أو في غيرها من باقي ربوع المملكة.

وفي سياق ليس ببعيد عمَّا ذكرنا فإنَّ المؤرِّخ جاكوب أوليدورت مدير مركز الأمن الأمريكي ومشروع السلام في الشرق الأوسطِ، يراهن على المغرب العضو فيما يُسمَّى زورًا وبهتانا اتِّفاقيَّات إبراهام، والتي سوِّق من خلالها لما يُسمَّى بالدين الإبراهيمي، الجامع الواحد والموحِّد للديانات الثلاث، يرى بأنَّ المغرب يمكن أن تلعب أدوارًا أكبر في هذه الاتِّفاقيَّات، أي المراهنة عليها كشريك تطبيعي أساس في المغرب العربي،يمكنُ أن يُسوَّق للتطبيع من خلالها، كما لها أن تستفيد من الخبرات الإسرائيليَّة فيما سمَّاه هو بخبرة إسرائيل في حرب الصحراء، كي تقوَّي نفوذها في الصحراء الغربيَّة، وعليه فإنَّ المخاوف التي أبدتها الجزائر مرارًا وتكرارًا من تواجد إسرائيلي مشبوه على  حدودها، والعديد منَّا قد اعتبرها في حينها هلوسات، هي في الواقع مبنيَّة على معطيات وتحاليل دقيقة جدًّا، فالمشروع الإبراهيمي ليس مشروعًا ثقافيًّا دينيًّا من أجل السلام ،كما يبدو للوهلة الأولى، بل وراءه غايات عسكريَّة واستخباراتيَّة وجب التنبُّهُ لها.

وللسنة الثالثة على التوالي يتظمَّن التقرير السنوي للخارجيَّة الأمريكيَّة تأكيده على سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبيَّة فيما يشبه نوعًا من المكافأة للمغرب على انخراطه في المشروع الإبراهيمي، وكذلك الانخراط شبه الكلِّي في التطبيع، وهي خطوة في الاتِّجاه المعاكس تجعل الجزائر يُفكِّر جدِّيًّا في وجود بدائل أخرى عن الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة سواء روسيا أو الصين، وعلى الأرجح الصين الطامحة كثيرًا في إفريقيا،مع ما تمرُّ به روسيا اليوم من ظروف استثنائيَّة ممَّا لا يخفى تقييمه على الجميع.

-هرسلةُ العدل والإحسان:

-السلطات المغربيَّة تتدخَّل بالقوَّةِ داخل الحرم الجامعي-جامعة الحسن بالدار البيضاء-وكذلك تُحاصر الكلِّيَّة،وتمنعُ الطلبة من دخولها، من أجل منع انعقاد الملتقى الطلَّابي السابع عشر التابع للاتِّحاد الوطني لطلبة المغرب، وقد لاقى هذا التصرُّف استهجان العديد من المنظَّمات والهيئات المغربيَّة خصوصًا، والاتِّحاد هو منظَّمة طلَّابيَّة، انطلقت في بداياتها بميولٍ يساريَّة، والآن يسيطر عليها الإسلاميُّون، وأساسًا يحسبون على جماعة العدل والإحسان.

-ديبلوماسيًّا وعسكريًّا:

أثارت عودة العلاقات الديبلوماسيَّة الإيرانيَّة السعوديَّة المنقطعة منذ سنوات، موضوع العلاقات الديبلوماسيَّة المقطوعة منذ سنوات أيضًا بين إيران والمملكة المغربيَّة على إثر اكتشاف المغرب علاقات مَا بين جبهة البوليساريو وحزب الله اللبناني المدعوم إيرانيًّا ، وكذلك التحرُّكات المذهبيَّة الشيعيَّة-دعوة ومحاولة انتشار- أو من أجل نشر التشيُّع داخل المغربِ، ممَّا دفع المملكة سنة 2018 إلى قطع العلاقات بينها وبين إيران.

الأمر لم يقف عند هذهِ الاستشرافات فقط، أو محاولة استقراء الأمر، فقد خطت الجزائر الجار العدو خطوة تعتبرها المغرب خطيرةً جدًّا بالنسبة لأمنها القومي، والخطوة هي إمضاء الجزائر وإيران اتِّفاقيَّة عسكريَّة من أجل التصنيع العسكري داخل الجزائر، وإعادة تسويق السلاح الإيراني لاحقًا داخل إفريقيا على وجه الخصوص، والاتِّفاقيَّةُ أمضيت في السفارة الإيرانيَّة في الجزائر، وكان المبعوث الخاصُّ الإيراني أمير موسوي قد حمل لشنقريحة رسالة خاصَّة من قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي، يقالُ أنَّه قدعرض عليه فيها وضع إيران كامل إمكانيَّاتها العسكريَّة تحت تصرُّف الجزائر في صورة حصول أيِّ خطر على حدودها ، بما أنَّ الكيان الغاصب نظريًّا-أو واقعيًّا- قد أصبح على حدود الجزائر.