-الشؤونُ الحزبيَّةُ:
–الأصالةُ والمعاصرة:
-عاد الجدلُ مجدَّدًا حول الخلافة المرتقبة لوزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي على رأس حزب الأصلة والمعاصرةِ إثر فشله المتكرَّرِ في إدارة العديد من الملفَّات السياسيَّة، وعلى مستوى وزارته، وليس آخرها طبعًا فضيحةُ مباراة المحامات، والتي تبيَّن بالمكشوف وأنَّ جهاتٍ مَا، وربَّما الوزراةُ أو حتَّى الوزيرُ نفسهُ كان وراء تزييف نتائج تلك المباراة ليفوز فيها ابنهُ وابنُ أكثر من متنفِّذ في المغرب، وكذلك دخولهُ في العديد من المعارك الغير مبرَّرةٍ حسب قيادات حزبهِ ضدَّ المحامين، وقد أبدى وزير الثقافة المهدي بن سعد وهومن قيادات الأصالة والمعاصرة موقفه العلني من وهبة في مناسبة ثقافيَّة، وأوضح دعمه لوزيرة إعداد التراب الوطني، وهي في الوقت نفسه رئيسة المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة، فاطمة الزهراء المنصوري، لقيادة الحزب خلال المؤتمر القادم، وفاطمة الزهراء في أكثر من مناسبة سابقة بدورها أبدت رغبتها في أن تتولَّى قيادة الحزب في المرحلة القادمة
فهل يدخل الأصالةُ والمعاصرةُ في نفق سياسي ينتهي بانشقاق الحزبِ، والذي حوله لغط كبير منذ التأسيس-حزب المخزن- أو سيتمكَّن العقلاء من قيادات الصفِّ الأوَّل من عبور الأزمة عبر مؤتمر انتخابي سلسٍ يعيدُ الحزب إلى سالف نشاطه المعهود للاستعداد للمحطَّة التشريعيَّة القادمة، والتي لن تكون من السهولة بمكانٍ خاصَّةً أمام تعافي العدالة والتنمية، وطموح أمينه العامِّ الذي لا يخفيه من أجل الرجوع لرئاسة الحكومة، وأمام الفشل الذريع لحكومة أخنوش في إدارة العديد من الملفَّاتٍ يصبحُ الاستعدادُ للمحطَّةِ التشريعيَّة القادمة مهمٌّ جدًّا للجميع.
-الاشتراكي الموحَّد:
لا يزالُ اليسارُ المغربي يعاني من موجات الانشقاقات في صفوفهِ بعد أن وحَّد مشاريعه المختلفة المتقاربة المتباية في فيدراليَّة واحدة، هي أقرب للتنسيقيَّة منها للتجمُّع الحزبي،وقد بدأت رحلة الاندماج اليساري اليساري المغربي منذ 2002 إلى حين الانشقاق الكبير في الفدراليَّة سنة 2014، وكان من أبرز المنسحبين الحزب الاشتراكي الموحَّد، والذي ترأسهُ إلى حدود هذه اللحظةِ الأمينة العامَّةُ نبيلة منيب، وقد قضَّت في الحزب دورتين متتاليتين، ولا تخوِّلُ لها اللوائحُ الداخليَّة بأن تتولَّى عهدة ثالثة على رأس الأمانة العامَّة، وقد تشكَّلت اللجنة التحضيريَّةُ للمؤتمر منذ سنتين إلَّا أنَّها لم تعلن عن موعد المؤتمر المرتقب،كما لم تبرز أسماءٌ لامعةٌ بحجم الأمينة العامَّة قد تقود الحزب في محطَّاته السياسيَّة القادمة.
-التجمُّع الوطني للأحرار: الحزبُ الحاكم:
-موجةُ انتقاداتٍ عارمةٍ يتعرَّضُ لها الحزبُ الحاكمُ في المغرب في رمضان، حزبُ رئيس الحكومةِ عزيز أخنوش على إثر تصريح أحد قيادييهِ، وهو عضو بالبرلمان في الوقت نفسه، في أحد اللقاءاتِ الحزبيَّةِ في مدينة أكادير: بأنَّ غلاء الأسعار الآن يعدُّ موضوعًا هامشيًّا أمام المشاريع الكبرى المعنيَّةُ بها الحكومة منذُ مدَّة، من مثل ورشات إصلاح التعليم وغيره، وقد لاقى ذلك التصريح موجةً من الانقاداتِ العارمةِ خاصَّةُ على السوشيال ميديا لما يمرُّ به المواطن المغربي من ضيق وعسر من جرَّاء موجة الغلاء الفاحش التي تضرب البلاد، وقد أثَّرت على واقع المواطن المعيشي اليومي، ولا يبدو أنَّ موجة الانقادات هذه أو الاستياءِ من الحزب الحاكم وأدائه استثناءً بمناسبة رمضان، فأداءُ الحكومة يمرُّ بعقابات كبيرةٍ وإخفاقاتٍ أكبرمنذ تولَّت إدارة الشأن العامِّ بالبلد، ممَّا يبعد ترشُّحهُ المرَّة القادمة في الاستحقاق الانتخابي المزمع عقدهُ السنة القادمة لترؤُّس الحكومة من جديد.
لم يكتف روَّاد التواصل الاجتماعي خصوصًا بموجة الاستياءِ التي تحدَّثنا عنها، والتي تصاعدت بشكل كبير آخر هذا الأسبوع، بل البعض منهم قد طالب الملك بضرورة التدخُّل لتعديلها، والبعض الآخر طالب الملك أيضًا بما له من صلاحيات مطلقة في المغرب-نظريًّا ملكيَّةٌ دستوريَّةٌ وواقعيًّا الحكمُ للمخزنِ في المغرب- قلنا بأنَّ البعض قد طالب الملكَ بحلِّ الحكومة، يعني عمليًّا ضرورةَ حلِّ البرلمان، والدعوة إلى انتخباتٍ برلمانيَّةٍ سابقةٍ لأوانها لتفرز حكومة جديدةً قد تكون الأقدرُ على إدارةِ المرحلة المتعثِّرة، وقد شاع في الفايسبوك خصوصًا في هذا السياقِ هاشتاغ تحت عنوان”نطالبُ جلالةَ الملكِ بتعديلٍ حكومي عاجل” ووسمًا تحت عنوان” ثورةُ الملكِ والشعبِ على الحكومةِ الفاسدة”.
-المغتربون المغاربةُ: القوَّةُ الصامتة:
-المغتربونُ المغاربةُ قوَّةٌ عدديَّةٌ ضخمةٌ تصلُ إلى حدودِ الخمسِ ملايين مغترب، وهي المصدرُ الأوَّلُ للمغربِ من العملةِ الصعبةِ لسنة 2020 -2021،-وما بعدها- وهم في الوقت نفسهِ محرومون من المشاركةِ في الاستحقاقاتِ الانتخابيَّة البلديَّةِ والتشريعيَّة، وقد قيل بأنَّ المشكل مالي ولوجيستي بامتياز، في حين يرى بن كيران مثلًا بأنَّ إقصاءهم كان وما يزالُ بقرارسياسي، ولكن واقعيًّا تبدو تلك القوَّةُ غير مأمونةٍ بالنسبةِ للمخزن المغربي، لأنَّها بعيدةٌ عن رقابته ووصايته، وبالتالي إقصاؤها أفضلُ من أن تكون في صالح رؤى تغييريَّةٍ قد تسقطُ الملك والمخزنَ معًا لو أتيح لها التعبيرُ عن صوتها بكلِّ حرِّيَّةٍ، وأخذَ صوتها واختياراتها دون تزييفٍ وتلاعب.
–الفقرُ في المغربِ: ملفٌّ لم يفتح بعدُ:
بمناسبة شهر رمضان الكريم أعلنت مؤسَّسةُ محمد الخامس للتضامن-تابعة للحكومة-بأنَّها انطلقت في توزيع المساعدات الاعتياديَّة في شهر رمضان لما يقرب من خمس ملايين فقير بتكلفة تناهز 390 مليون درهم(39 مليون دولار)وقد يفتحُ هذا الرقم المهول لنسبة المعوزين في المغرب الباب على مصراعيه لجدل كبير حول جدوى المشاريع الاقتصاديَّة والتنموية ببلد مازال فيه فقراؤهُ تعدادهم بالملايين، وخاصَّة بالوسط الريفي حيثُ يتمركز 77% منهم في الوسط القروي والريفي.