ستعود ليبيا أقوى برسوخ شريعتنا الإسلامية الغراء وتماسك نسيجنا الاجتماعي الفريد وبأصالة شعبها وعراقة تاريخه التليد وبمحبة أهلها لها باعتبارها الحضن الدافئ لهم وبسعيهم لتأسيسها وتأصيلها وقيامها على دستور ينظم البيت الداخلي وبالشروع في قيام المؤسسات المركزية واللامركزية التي تسن القوانين وتنفذها وتقدم الخدمات للجميع وتصون الحقوق لأصحابها بقضاء عادل ونزيه وبمؤسسة إعلامية محترمة ومحترفة لا تهيّج ولا تحرّض ولا تصطف إلا لما فيه مصلحة الوطن والمواطن لترتقي وتحلق بجناحي التعليم والصحة اللذين يعدان طوق النجاة من الجهالة والمرض وكذلك الاعتماد على اقتصاد راسخ وجيش وشرطة قادرين على حماية الدستور والمؤسسات والحدود والمواطن سلمًا وحربًا وصولا إلى التنمية المستدامة التي تنفع الناس وتمكث في الأرض
فهذه ليبيا التي نريد والتي ستعود قريبًا بإذن الله إلى عافيتها في الداخل وتألقها واحترامها بين دول العالم ولا تكون نهبًا للأغراب بأيدي أبنائها ولقمة سائغة للفساد والمفسدين.
عزيزي القارئ… ليبيا بلد الإسلام الوسطي والاعتدال لا إلى التطرف والغلو باسم الدين تكفيرًا وتفسيقًا وتبديعًا وتجريحًا إلا من أهل العلم والاختصاص القادرين للارتقاء إلى هذا المرتقى الصعب ولا إلى الانحلال والتفسخ الأخلاقي والانسلاخ من القيم والمبادئ التي تربينا عليها في مجتمعاتنا المحافظة وكل ذلك باسم الحضارة والمدنية الزائفة وتقليد المستورد والسير خلفه بلا وازعٍ من دين ولا رادعٍ من عادات وتقاليد ولا تأنيبٍ من ضمير
فليبيا ليست إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء
عزيزي القارئ… ليبيا اللحمة الوطنية والترابط الاجتماعي والنسيج المتماسك والتصاهر والتعارف فيما بيننا والمصالحة الوطنية ونسيان الماضي والتعالي على الجراح والآلام والحتحات على ما فات إلا من ظلم العباد للعباد
عزيزي القارئ…. ليبيا الأصالة والعراقة والتاريخ المشرف والحضارة التي تضرب جدورها في عمق التاريخ نتوارثها جيلًا بعد جيل والحاضر الذي مهما فيه من كدر وألم وحرقة غير أنه سرعان ما ينقشع ويتبدد مع أول مصافحة مباشرة لا وسيط فيها من أحد أو مع أول لقاء تصفو فيه النفوس وتُنقى فيه القلوب وتدرف فيه الدموع لتغسل ما علق بها من أخطاء الحاضر وترنو إلى المستقبل الذي يحمل الخير والتنمية والصلاح والفلاح
عزيزي القارئ… ليبيا الوطن الذي نسكنه ويسكننا ونرى أنه ذات يوم سيكون بخير وعافية رغم الفتن والشرور والثارات والحروب والأزمات والدماء التي يغديها لؤم اللئام وخبث الأعداء وأصحاب الأجندات ومن باعوا أنفسهم للخارج وفرطوا في كل شيء من أجل كراسي زائلة ومناصب فانية وحفنة من الدولارات واليوروهات المحروقة التي تُوَلِّدُ على صاحبها شؤمًا لا يمحوه إلا الاستغفار والتوبة والندم والتخلص منها والاعتذار للوطن والمواطن والتعهد بعدم العودة إلى الجرم ثانيةَ
عزيزي القارئ… ليبيا الدستور الذي “يبين شكل الدولة ونظام حكمها ويوضح السلطات وكيفية ممارستها لاختصاصاتها وحدود تلك الممارسة ويرسم معالم الحقوق والحريات العامة” والقانون”الذي يطبق على الجميع بدون استثناء ويجعل صاحب الحق مهاب الجانب حتى يحصل على حقه ويلزم الجاني على رد الحقوق لأصحابها وإزالة الإخلال وما يترتب عليه من توقيع الجزاءات الرادعة” وكذلك المؤسسات الراسخة التي تحفظ للناس حقوقهم وتصون لهم أرزاقهم وتسهر على حماية اقتصادهم من العبث والفساد الممنهج وتسعى جاهدة لتحقيق النظام والتنمية المستدامة وخدمة المواطن في كل مكان
عزيزي القارئ… ليبيا البرلمان”الذي يعبر عن آلام وآمال ناخبيه ويصدر من القوانين ما يضبط بها سلوك الأفراد ويحقق بها الثقة المتبادلة وينشر بها الوئام المجتمعي”
وكذلك المجالس البلدية”التي يُختار أعضاؤها بعناية فائقة وبكفاءة وقدرة عالية وبمهنية لا تكاد تتوفر في غيرهم ليتمكنوا من السهر على راحة مواطنيهم وتسخير كافة إمكانياتهم المادية للصالح العام
عزيزي القارئ… ليبيا الحكومة التنفيدية التي تسعى جاهدة إلى تذليل كافة العراقيل وصناعة المستحيل من أجل الاستثمار في الإنسان وتسخير كل موارد الدولة من أجل رفاهيته واتخاذ كافة التدابير والإجراءات التي تصون بها المال العام وتتخذ كافة الوسائل الممكنة والمتاحة لتحصيل الإيراد العام وتسعى جاهدة لتحقيق أعلى معدلات ترشيد الانفاق العام
عزيزي القارئ… ليبيا القضاء الشامخ النزيه الذي يحكم بالعدل ويقضي بين الناس على بصيرة ولا يحابي أحدًا ويعلم علم اليقين بأنه لابد أن يقضي بعلم ويسكت عند الجهالة ولا يقضي البثة بخلاف ما يستقر في ضميره ووجدانه طلبًا لما عند الناس بسخط الله تعالى
عزيزي القارئ… ليبيا الكلمة الصادقة الهادفة التي تجمع كل من حولها ولا تُجرْح من أجل التجريح وزيادة عدد المتابعين والمعجبين وإنما تصلح وتوحد الصف وتزرع الأمل ويكون لها وقع السحر في تقريب وجهات النظر فإن للبيان لسحرًا وإن للحقيقة لإعلام وطني هادف همه الوحيد أن يرى أركان الوطن تجتمع ومؤسسات الدولة تتوحد وأهله يتصافحون فيما بينهم و يتناسون ما بينهم من أجل أبنائهم وأحفادهم
عزيزي القارئ… ليبيا التعليم الذي يبني جيلًا واعدًا يصنع الغد المشرق ويلقي بالجهالة إلى الوراء ويدفع الأمية بعيدًا ويشيد المدارس والمعاهد والجامعات التي تنير الطريق ويتزاحم فيها التلاميذ والطلاب حاملين مشعل العلم والمعرفة ومتسلحين بالقلم والقرطاس
عزيزي القارئ… ليبيا الصحة التي ستخرج ذات يوم من عباءة العلاج بالخارج في كل شيء وربما في أبسط الأمراض التي لو انبرى لها أطباؤنا في مستشفاياتنا بعد أن تتعافى مما هي فيه الآن لكان علاجها وشفاؤها بإذن ربها بأبسط الأسباب ولما كانت قوافل الحالات المغادرة وما يتبعها من ميزانيات تصرف وياليتها تصرف على مستحقيها وكذلك وفود الأطباء التي تصل إلى بلادنا بوهم “توطين العلاج بالداخل” وما هو إلا “تقريب العلاج بالداخل” فسرعان ما تحط هذه القوافل داخل مصحاتنا الخاصة التي لا تراعي قدرًا من الإنسانية ولا تعرف غير الفاتورة التي يسجل فيها كل شيء
ما عدا الهواء وأشعة الشمس فلو كان توطينًا حقيقيًا لكان الأمر يتلخلص في أمرين:-
الأول//أن تأخد الدولة ممثلة في وزارة الصحة على عاتقها استجلاب هذة الفرق والوفود الطبية وتوزيعها على مستشفياتنا ومراكزنا الطبية ووحداتنا الصحية العامة ليعالج مرضانا بأموالنا حتى يستقيم الحال وننتقل إلى المرحلة التانية
ثانيا // صيانة وتأهيل مستشفياتنا ومراكزنا الطبية ووحداتنا الصحية العامة وتأهيل خريجينا في شتى المجالات الطبية ويكون ساعتها مريضنا يعالج من طبيبنا ويكون لا داء إلا وله دواء بما يرضي الله ورسوله الكريم ويعود بالنفع على المرضى والمحتاجين
عزيزي القارئ… ليبيا الاقتصاد القوي والقادر على الصمود أمام أزمات العالم الخانقة وهزاته القاصمة التي تعصف بالبنيان الاقتصادي والمالي وتتداعى معه المؤسسات والمصالح والشركات التي لابد لعافيتها أن يوسد أمرها لأهله ولا أظن الأمر يحتمل أكثر مما فيه وكل يوم نسمع ونرى مسؤولا عن هذه الأموال يُودع السجن بأمر من النائب العام وتهمته إضاعة المال العام والتربح من المال الحرام فهذا الأمر من المبشرات بأن يد العدالة أصبحت طويلة وقادرة للوصول إلى كل سارق طال الزمان أم قصر
عزيزي القارئ… ليبيا الجيش القوي والقادر على حماية الوطن وحدوده برًا وبحرًا وجوًا من الأعداء وحاميا للدستور والمؤسسات ومحترفا ومهنيا ومنضبطا في عقاله بتراتبية لا يخالفها صف ضابط ولا ضابط إلا ولقيَّ جزاءه في الحال وبأن سلاحه بيده وحده لا بيد غيره وضد عدوه وليس موجها على بني وطنه إلا من تجرد من ليبيته وخان وطنيته وكان مطية للأعداء
عزيزي القارئ… ليبيا الشرطة التي تمثل مظهرًا من مظاهر بسط الأمن والأمان للمواطن والقادرة على فرض هيبة الدولة ونشر الطمأنينة في الشوارع والمؤسسات العامة والخاصة والتي تحفظ للمواطن والمقيم والمستثمر أرزاقه وتشعره بأن ليبيا عادت من بعيد وبأن استثماراته وأمواله في أمان
عزيزي القارئ… ليبيا العمار والبناء والتطور والتنمية المستدامة والأخد من تجارب العالم في التطور والحداثة والميكنة والتكنولوجيا التي تساهم في إحداث نقلة نوعية في الطرق والمباني والمطارات والموانئ وفق المعايير الدولية المرعية
فالتفائل وحسن الظن بالله وحده أن تخرج قيادات وطنية واعية ومثقفة وذات كفاءة وقادرة على أن تحول الحلم إلى حقيقة في ربوع ليبيا بأكملها
فالتنمية المكانية أصبحت لا يخلو منها شارع ولا قرية ولا مدينة ولا إقليم وتقاس مدى ازدهار الدولة في توظيف تنميتها المكانية والزمانية بأقصى حد خدمة للإنسان الذي هو في الأصل محور الاهتمام والمستهدف الأول والأخير بهذا العمار الذي نسأل الله أن نراه في كل مكان حتى نفخر ونعتز به أيما اعتزاز
عزيزي القارئ… ليبيا سنراها بخير عندما يكون الأمين رئيسًا والصادق وزيرًا والوطني سفيرًا والشريف مديرًا والمعلم عزيزًا والعفيف أمينًا على بيت المال والصانع من أجلها يصنع المستحيل
عزيزي القارئ ليبيا إلى بر الأمان بإذن الله رب العالمين.