-باتيلي يعرضُ حلًّا أم يطيلُ في عمر الأزمة:

-شكَّلت الندوةُ الصحفيَّة التي عقدها المبعوث الأممي باتيلي لليبيا الحدثَ في ليبيا السياسيَّة خاصَّة وفي الجوار، أي في الإقليم، وربَّما دوليًّا أيضًا باعتبار أنَّ أزمة ليبيا في أدقِّ تفصيلاتها هيَ أزمةُ جهات دوليَّة عدَّة تتصارعُ على نفوذِ مَا في أرضٍ موعودةٍ بالثروة.

في الندوة لا شكَّ بأنَّ المبعوث الأممي لم يأت بالجديد، فمن المعلوم ضرورة-سياسيًّا- بأنَّه يشتغل على مشروع حلٍّ مدني سياسي للخروج بليبيا الثورة من عنق الزجاجة،كاشتغال فيليب حبيب قبلُ على حلٍّ سياسي في لبنان(1976/1989)، ولكنَّ الحلَّ وإن كان في اتِّفاقِ الطائفِ كان سياسيًّا، إلَّا أنَّهُ ما قدَّم للشعب اللبناني إلَّا إيقاف الحرب الطائفيَّة فقط، وما عداهُ فلبنانُ الآن هي لبنانُ حرب الطوائف، ولكن من دون عسكرة، يتقدَّمُ باتيلي حذرًا وغايتهُ فقط ألَّا تُكسرَ الزجاجة، وهنا مربطُ الفرص.

 باتيلي عرض في الندوة مقترحًا للحلِّ، وهو انتخابات تشريعيَّة ورئاسيَّة في ليبيا في أفق المتبقِّي من هذه السنة ، ولكن هل هذا ممكن؟، وإن أمكن فهل هذا واقعي؟، وإن كان ممكنًا وواقعيًّا، هل كلُّ هذا قابلٌ للتحقيقِ لنشاهدَ في القريب العاجل ليبيا الثريَّة تعودُ للمشهد الإقليمي بقوَّة كأبرز لاعب مالي وسياسي، يبدو أنَّ ما يطرحهُ المبعوث الأممي كان مجرَّد أماني لذا تماهى معهُ الجميع ونقصد بالجميع كلُّ من شعر بأنَّ كلمة المبعوث الأممي كانت تعنيه من قريبٍ أو من بعيدٍ من الدبيبه إلى المشري إلى المستشار الإعلامي لمجلس النوَّاب وبالتأكيد عقيلة صالح، وإلى أغلب الأطراف السياسيَّة بالبلد، وننتظر مع مستهلِّ الأسبوع القادم أن نرى تصريحات إقليميَّة داعمة لهذا التمشِّي، والذي لن يكلِّفَ أصحابهُ إلَّا تصريحًا إعلاميًّا، وربَّما افتراضيًّا على صفحات التواصل الاجتماعي

المشري أخذَ كلمة المبعوث الأممي حرفيًّا وأجابَ عليها أو عنها بالحرفِ الأبجدي نعم لدينا الإرادة السياسيَّة لإجراءِ الانتخابات الرئاسيَّة والبرلمانيَّة هذا العام.

 نعم لديك ولكن هل هذا ممكن؟، واقعيًّا وأمنيًّا وسياسيًّا، أعتقدُ أنَّ لعبة الأرقام والتوازنات في الشارع الليبي الآن ستقولُ للمشري شكرًا وصل صوتكُ للمبعوث الأممي ولكن، هذا كلام إنشائي.

 الدبيبةُ كان معنيًّا كذلك بالتفاعل مع الكلماتِ التي في ظاهرها مشروعٌ أمميٌّ وفي باطنها أمنياتُ سياسي مخضرم يرجو أن يفلح في حلِّ الأزمة الليبيَّة حتَّى يخلَّد اسمهُ كفليب حبيب والأخضر الإبراهيمي،والباهي الأدغم وبطرس غالي، ولا تنتهي المهمَّة ويسجَّل في أرشيف الأمم المتَّحدة مع طارق ميتري.

المشكلُ الكبير في كلمة المبعوث الأممي أنَّه يقدِّمُ الحلَّ الأبرز والأوضح والأسهل والذي في ظاهره ممكنُ التنفيذ ولكن-نحنُ مصرُّون على استعمال أداة الاستدراك كثيرًا- بقوله:” عمل اللجنة لا يحملُ حلًّا من الخارج ويضعُ كلَّ الجهات الفاعلة بصلب العمليَّة عبر حوار ليبي ليبي”،هذا جيِّدٌ ولكن هل الليبي الفاعل السياسي والأمني والمالي والمجتمعي الآن مهيَّأ للإلتقاء والحوار، والتنازلات حتَّى يصلَ الجميعُ إلى حلٍّ سياسي يُحسمُ الجدلَ فيه عبر صناديق الاقتراع، وهل يمكنُ أن نتحدَّث من جهةٍ أخرى عن أفرقاء ليبيِّين ليبيِّين دون تمثيلٍ لجهاتٍ أخرى داعمة ومتفهِّمة ومتفاهمة، وإقليميًّا نرى جهات مَا تراهنُ على هذا ولا تراهن على ذاك، ومجتمعًا دوليًّا يرى ألَّا مكان لهذه الجهة في ليبيا الجديدة، وألَّا بديل عن تلك، وسيكون ما يراهُ من خياراتٍ موجودًا تحت وفوق أي طاولة ليبيَّة ليبيَّة. إذا ماذا يقول باتيلي أو هل يعي ما يقول؟

-المبعوث الأممي لليبيا: سيطلبُ من الأطراف الليبيَّة التفاوض مباشرةً أو من خلالِ ممثِّليهم من خلال لجنة رفيعة المستوى.

-المبعوث الأممي لليبيا: أعتقدُ أنَّ قائمة المترشِّحين للانتخاباتِ ستفتحُ مرَّةً أخرى بعد عام من إغلاقها.

-المبعوث الأممي لليبيا: إجراءُ الانتخابات يجبُ ألَّا يكونَ بيدِ المجلس الأعلى للدولة ومجلس النوَّاب وحدهما.

-المبعوثُ الأممي لليبيا: لجنة 5+5 ستتولَّى إجراء الحواراتِ الأمنيَّة لتهيئةِ الأجواء للانتخابات الرئاسيَّة.

هذا أبرز ما صرَّح به باتيلي…ولكن أين آليَّاتكَ الأمميَّة في تحقيق كلِّ تلك-الأمنيات-وقبل كلُّ ذلك هل ليبيا اليوم مهيَّأةٌ للتفاعل مع آليَّات أمميَّة ربَّما تكون فيها ضغوطًا على طرف مَا كي يتنازل تحت تهديد عقوبات أو حجز أموال-أرصدة- أو منع التنقُّل خارج ليبيا، وربَّما تواجد قوَّة على الأرض لتحمي هذا الاتِّفاق السياسي، بالتأكيد لا توجد أيَّةُ جهة في ليبيا مستعدَّة لمجرِّد أن تستمع لمثل هكذا مقترحات أمميَّة من الدبيبه إلى المشري إلى حفتر ومجلس النوَّاب، لذا كان ما يعرضُ باتيلي خالي من أيِّ تصوُّر ميداني أممي، لذا أرجعَ الكورة كما يقالُ إلى ملعبِ الليبيِّين، ولكن هل هناك جهة في ليبيا يمكنُ لها أن تجمع الأفرقاء الإخوة إلى حدود هذه اللحظة بالطبع لا، ولكن هذا ليس مستحيلًا فلا مستحيل في عالم السياسة.

-الدبيبةُ كالمشري سارعَ للتفاعل: نرحِّبُ بجهود المبعوثِ الأممي لوضع خريطة طريق للانتخابات.

-من جانبه تفاعل-سلبًا- المستشارُ الإعلامي لرئاسةِ مجلس النوَّاب فتحي المريمي رافضًا الانتقادات التي وجَّهها المبعوثُ الأممي عبد الله باتيلي، والتي اعتبر فيها البرلمان أحد أسباب المشكلة الليبيَّة

:”هذا غير  صحيح لسنا طرفًا في الأزمة، لأنَّ المجلس كما يعلم الجميع أعدَّ قانوني الانتخابات الرئاسيَّة والتشريعيَّة، كما أقرَّ التعديل الدستوري ال13 وأقرَّ أيضًا بأنَّ الشعب الليبي هو الذي يختار رئيسهُ، وقد عمل على تذليلِ الصعوباتِ التي تواجهُ المفوضيَّة الوطنيَّة العليا للانتخابات.

عبد الله باتيلي زار بشاغا في مكتبه وتناولا الموضوع في سياقِ الدفع بفكرتهِ إلى الأمام.

عقيلة صالح رحَّبَ بالمشروع-العرض- بحذرٍ، واعتبرَ أنَّ دور مجلس النوَّاب يقتصرُ على الجانب التشريعي، وما هومطلوبٌ منهُ يُعتبرُ جاهزًا، ولا يرى مانعًا في إجراءِ الانتخابات في سياق هذا الوضع الأمني غير المريح-العسكريِّين أدرى بشؤونهم-، ولكنَّهُ يرى من شبهِ المستحيلِ أن تُعقدَ الانتخابات في ظلِّ حكومتين متناحرتين، ولا بديل عن تشكيلِ حكومةٍ واحدةٍ قبل الانتخابات-مع موقف الدبيبه يُصبحُ ما يطرحُ عقيلة صالح مستحيلًا-، كما أكَّدَ على أنَّهُ من غيرِ الممكن انتخابُ الرئيس من طرفِ مجلس النوَّابِ كي لا يسقط الاختيارُ في الرشوةِ والمحسوبيَّة، ولا بدَّ للعودة للمواطنين مباشرةً دون أيَّ وكالةٍ إذا أردنا الاستقرار للبلد، وفي الختام أشار إلى أنَّ باتيلي هو جهة مساعدة للِّيبِّيين وليس جهة حاكمة،والجسمُ الشرعي والوحيد في ليبيا هو مجلس النوَّاب، وإذا تعذَّر الاتِّفاق فمن الممكن أن يطرح مجلس النوَّاب مبادرة أخرى من جانبه.

إذًا المشري يرحِّبُ والدبيبه كذلك يرحِّبُ ومجلسُ النوَّاب عبر المستشارِ الإعلامي لا يعتبرُ نفسه جزءًا من الأزمة،وعقيلة صالح لا يعترض ولا يشترط غير حكومةٍ واحدة جديدة،يعني خروج الدبيبه من السلطة قبل أيِّ انتخابات قادمة وموقفُ الدبيبه معروفٌ سلفًا ، إذن أين المشكلة لننطلق في الإعداد للانتخابات موفَّى هذه السنة، سيصمتُ الجميع  بالتأكيد لأنَّه واقعيًّا هذا مستحيل ، فليست الأزمةُ في ليبيا أزمةَ صناديقِ اقتراع، إنَّها وبكلِّ حذرٍ أزمةُ خيارات.

-المريمي كذلكَ استفهم حول اللجنةِ التي يعتزمُ باتيلي تشكيلها لهذا الغرض، هل ستمثِّلُ الجميع أم لا؟

يبدو من خلال التصريحاتِ والتصريحات المضادَّة أنَّ باتيلي ما جاءَ ليعرض حلًّا ممكنًا على الأفرقاءِ الليبيِّين، بل جاءَ ليُحرج الجميع بدون استثناءٍ أمام أنظار العالم، أي يحشر الجميع في الزاوية، ليضطرُّوا جميعًا راضين أم مكرهين للوصول إلى حلٍّ،-خلقُ أزمةٍ من أجل صناعةِ توافقاتٍ ممكنة- أو هيَ رسالةُ المنتظم الأممي بأنَّهُ لا يملك حلًّا إلَّا ما يراهُ الليبيُّوين لأنفسهم حلًّا.

-ناصر عمَّار على صفحتهِ على الفايسبوك يحاولُ أن يقرأ مشروعَ باتيلي وردود الأفرقاء الإخوة الساسة على طريقته فيقول:”واضحهْ مطولهْ باتيلي من خلال كلمته وقوله-وفي الأسابيع القادمة- سأزور السودان وتشاد والنيجر، أعطى إشارة أنَّ الانتخابات لن تعقد إلَّا في سنة2025 فالمجتمعُ الدولي لا يريدُ حلًّا مستعجلًا في ليبيا، وهذا واقع ومبارك عليك يا دبيبهْ بقاءك في الحكومة سنتين ثانياتْ على أقلِّ تقدير…”

رئيس تكتُّل “إحياء ليبيا” والمترشَّح للانتخابات الرئاسيَّة-المتأمَّلُ عقدها هذه السنة- عارف النايض، استغلَّ تصريحات باتيلي ليعود للظهور من جديد، وقد عقد في تونس عدَّة لقاءات حسب مكتبه الإعلامي كانت هامَّةً جدًّا، وفي سياق تصريحات باتيلي، اللقاءات التي جمعته بالعديد من السفراء كالفرنسي والإيطالي وسفير الاتِّحاد الأوروبِّي والألماني ختمها رئيس التكتُّل بلقاءين هامِّين، الأوَّل مع رئيس أركان القوَّات المسلَّحة الفريق عبد الرزَّاق الناظوري، والثاني مع المرشَّح للرئاسيَّات-المرتقبة- الشريف الوافي، وينتظرُ أن تتحرَّك العاصمة تونس في الفترات القادمة تفاعلًا مع تصريحات باتيلي لنشاهدَ عقد لقاءات مختلفة بين مختلف الفرقاء السايسيِّين الليبيِّين.

عسكريًّا وأمنيًّا يبدو أنَّ جملة من اللقاءات بين مختلف المكوِّنات العسكريَّة والأمنيَّة الليبيَّة تمَّت في الآونة  الأخيرة من أجل تذليل العقبات لإجراء انتخابات رئاسيَّة وتشريعيَّة في ليبيا في موفَّى هذه السنة، وحسب نشرة الأمم المتّحدة الخاصَّة بليبيا فإنَّ لجنة 5 زائد 5 التقت بمختلف القادة من الشرق والغرب، وأنَّ الانطباع العامَّ هو السعيُ إلى تذليل العقبات من أجل أن تمضي خطَّة الأمم المتَّحدة في طريقها الصحيح

 يبدو أنَّ الإجتماعات أفضت إلى نوع من الاتِّفاق حول عدم استعمال السلاح من أجل فرض الخيارات السياسيَّة على الأرض، وإن صدق ما طُرح، وصدق المجتمعون وخرجوا في الأيَّام القادمة باتِّفاق ملزمٍ فإنَّ الساحةَ عمومًا ستصبحُ أكثر ملاءمةً لمثل هذه المشاريع السياسيَّة، إن لم يعكِّر صفوها الساسةُ طبعًا.

-ليبيا في أسبوع:

-أمريكا على الخط:

-السفيرُ الأمريكي بليبيا يعلنُ اليوم الاثنين-13-3-2023- نجاحَ المفاوضات حول الوضع في ليبيا مع دول الجوار، وقد طرح إعلانهُ هذا العديدَ من التساؤلاتِ من أبرزها: من وكَّلَ الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة للتفاوض حول الحالة الليبيَّة، أمامَ غيابِ أيِّ طرفٍ رسمي في ما أعلنهُ السفير الليبي من مفاوضات، والسؤالُ الثاني والذي لا يقلُّ عنهُ أهمِّيَّة، هل الوضع في ليبيا يحلُّ مع نظام ديكتاتوري في تونس، لا يؤمنُ بالحوار، وقد دعا سابقًا  إلى ما أسماهُ دستور القبائل في ليبيا البلد المدني الخارج لتوِّهِ من تجربةٍ استبداديَّة مقيتة؟، أم يحلُّ مع النظام الجزائري المحكوم بالجنرالات؟، أم مع مشروع ملكي مغربي مخزني حاكم ومتحكِّم ومطبَّع.

-اقتصاديًّا-ماليًّا:

-عُقدَ الاجتماعُ الثاني بينَ خبراء من صندوق النقد الدولي والجهاتِ الماليَّة الليبيَّة المختلفة في تونس العاصمة، ابتداءً من البنك المركزي ووزارة الماليَّة وصولًا إلى ديوان المحاسبة والمؤسَّسة الوطنيَّة للنفط.

الزيارةُ فنِّيَّةً تشاوريَّةً بامتياز، تأتي تحتَ سقفِ ما يُسمَّى بالمادَّة الرابعةِ لاتِّفاقيَّة صندوق النقد الدولي من أجل تطوير البنيةِ الماليَّةِ الليبيَّة.

من جانبه رئيسُ ديوان المحاسبة خالد شكشك أكَّد على أهمِّية التعاون مع هذه المؤسَّسة العريقة من أجل القضاء على المحسوبيَّة،والمساعدة على الارتقاء بجودة الخدمات الماليَّة الليبيَّة، ولكن هل يمكن إسقاط مشاريع وأفكار صندوق النقد الدولي على الحالة الماليَّة الليبيَّة، يبدو أنَّ الأمر في حاجةٍ إلى استقرارٍ سياسي أكثر منهُ حوكمة ماليَّة.

-اقتصاديًّا-الكهرباء-

-لا شكُّ بأنَّ ليبيا الجديدةَ تواجهُ أزمة حادَّة في مسألة تغطية شبكة الكهرباء للاحتياجات المواطنيَّة والصناعيَّة والفلاحيَّة اليوميَّة، ورغم أنَّ إنتاج الكهرباء في ليبيا يُقدِّر ب 5 آلاف ميغاواط إلَّا أنَّ العجز يصلُ إلى حدود 2500 ميغاواط يوميًّا، ممَّا يجعلُ توفير شبكة مستقرَّة وقارَّة لها القدرةعلى تغطية الحاجيَّات اليوميَّة المختلفة أمرًا استراتيجيَّا لحكَّام ليبيا الجدد، وفي هذا السياق عادت شركة دايو للهندسة والإنشاءات الكوريَّة لسوق الكهرباء الليبي من جديد في إطار عقدها اتِّفاق-صفقة- مع الدولة من أجل بناء محطَّة لتوليد الكهراباء لتأمين احتياجات منطقتي ملِّيتة ومصراتة، وقد قُدِّرت قيمة هذه الصفقة ب790 مليون دولار، وللعلم فإنَّ شركة دايو لها تاريخ  عريق في سوق المحطَّات الكهربائيَّة والبتروكيماويَّات والبناء في ليبيا، وقد اقتحمت هذا السوق منذُ سنة 1978 وقد نفَّذت طيلة تواجدها في السوق الليبيَّة ما مجموعه 163 مشروعًا بقيمة 11 مليار دولار.

-أمنيًّا:

-فاغنر من جديد:

عاد الحديثُ من جديد حول ميليشيات فاغنر-الروسيَّة- من خلال  تناول العددِ الأخير من النشرة الفصليَّة التي تصدرها أفريكوم لهذه الميليشيا العابرة للقارَّات، وقد أكَّدت النشرةُ على  المخاوف الأمريكيَّة من إمكانيَّة استمرار فاغنر على  الأرض، ممَّا سيعرقلُ أيَّ فرصٍ للحلِّ الليبي الليبي ، وإن كان الأمريكانُ لا يعنيهم إلَّا مصالحهم كما هو معلوم للمختصين، فأفريكوم تؤكِّدُ على أنَّ الوجود الروسي عبر فاغنر في العديد من القواعد في الوسط الليبي، يعتبرُ جدارَ صدٍّ لوجود أمريكي أكثر فاعليَّة خاصَّة قرب مصادر الطاقة، أمَّا من الجانب السياسي فنحنُ نرى كذلك أنَّ وجود هذه القوَّات سيخلقُ داخل ليبيا مشروع قاعدة حميميم السوريَّة جديدًا، وما انجرَّ عنها من عرقلة أيِّ مشروع للحلِّ في سوريا، كما اعتبرت العامل الأقوى والأبرز في انتصار بشَّار ومن معه على المقاومة السوريَّة، ولاحقًا سيكتشفُ الليبيُّون بأنَّ معركة مَا ضدَّ فاغنر لا شكَّ ستكونُ حاسمةً في إعادة المشروع السياسي الليبي إلى الطاولة الليبيَّة دون فاعل عسكري أجنبي على الأرض لصالح طرف دون آخر.

من جانبه وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو اعتبرَ يوم الثلاثاء-في بيان- بأنَّ الهجرة الإفريقيَّة غير النظاميَّة في اتِّجاه أوروبَّا عبر ليبيا فإيطاليا هي احدى مشاريع “فاغنر” في المنطقة، من أجل خلق أزمة مهاجرين داخل أوروبَّا، وشدَّد على ضرورة وجود حلٍّ لهذه المشكلة، وكما هو معلومٌ فإنَّ موجة إغراق بالمهاجرين الأفارقة-جنوب الصحراء- تشهدها المنطقة المغاربيَّة ككلٍّ وليبيا وتونس على وجه الخصوص، ممَّا حدا بالعديد من الخبراء إلى اعتبار أنَّ هذه الموجات مدبَّرة وتقفُ وراءها جهات مَا بعينها لها أهدافٌ في المنطقة، وزير الدفاع الإيطالي حصرها في فاغنر.

يورانيوم ليبي مفقود:

صرَّح يوم الإربعاء رافائيل جروسي المدير العامُّ للوكالة الدوليَّة للطاقة الذرِّيَّة-المصدر رويترز عبر النشرة الخاصَّة للوكاة- أَّن مفتِّشي الوكالة اكتشفوا فقدان اسطوانتين تحتويان على اليورانيوم الطبيعي في حدود اثنان طن ونصف في شكل تركيزات لليورانيوم الطبيعي، كما أفاد التقريرُ السرِّيُّ بأنَّ الموقع لم يعد يخضع لحكومة طرابس، وكان من المقرَّر أن يتمَّ التفتيش في السنة المنصرمة، وقد تأجَّل ذلك لأسباب أمنيَّة

من جانبه سليمان البيُّوضي المترشَّح للرئاسيَّات المرتقبة اعتبر وأنَّ هذا التصريح-الهراء- من جانب الوكالة الدوليَّة للطاقة الذرِّيَّة كأنَّه سيناريو-محتمل- من أجل تهيئة الساحة الدوليَّة لإمكانيَّة نزول القوَّات الأمريكيَّة على الأرض، ونحن نرى بأنَّ المسألة خطيرة وتحتاج مواقف ليبيَّة رسميَّة وغير رسميَّة أكثر جدِّيَّة، لأنَّ الإعلان أشبه بما هُيِّئت له العراق قبل الغزو الأمريكي، وفي الختام دمِّرت العراق وصرَّح الأمريكان للعالم بأنَّهم لم يجدوا أيَّ يورانيوم أو مشاريع قنابل نوويَّة في العراق.

ونحن نعدُّ التقرير علمنا بأنَّ اللواء خالد المحجوب الأمين العامُّ للقيادة العامَّة للقوَّات المسلَّحة الليبيَّة-التابع لسلطة حفتر- صرَّحَ مساء الخميس بأنَّ الاسطوانات قد عثر عليها في حدود التشاد، وهي الآن في موقع آمن.

الإعلان عن فقدان الشحنة وطريقة وجودها، وعند من وجدت، مثيرٌ للعشراتِ من الأسئلة

-برقيَّات:

-مصطفى الزايدي رئيس حزب الحركة الشعبيَّة-موالي لحفتر- في لقاءٍ حزبي في سرت يصرِّحُ بأنَّ:” الشعب الليبي لا يحتاج للمصالحة”-

-باشاغا يلتقي وفدًا من البرلمان الليبي من أجل تدارس مبادرة الأمم المتَّحدة.