-الجزائر:

-ثقافيًّا:

-لا يوجدُ بيننا خائن:

الحدثُ الكبير في الجزائر هذا الأسبوع ليس سياسيًّا كما هو متوقَّعٌ عادة،بل ثقافيًّا بامتياز، فقد أوقف مخرج فيلم سيغود يوسف التصوير في ولاية سكيكدة أمام عجزه عن إيجاد شابٍّ من أبناء الولاية يمثِّلُ دور الخائن، ويرفعُ علم فرنسا لثوانٍ فقط وينتهي المشهد ويأخذ أجرتهُ بالدولار ويُقالُ له شكرًا، وقد لاقى هذا الرفض- وإن كان الموقف معنويًّا بامتياز- تفاعلا كبيرًا في الساحة الثقافيَّةِ وعلى السوشيال ميديا في الجزائر، ولاحقًا سيقنعُ المخرجُ شخصًا مَا بأداء الدور من أجل تكريم البطل سغدود يوسف، أو إن اضُطرَّ سيلغي المشهد من الأساس، إلَّا أنَّ الحركة التي قام بها أبناء الولاية تبرزُ الموقف العامَّ من فرنسا المستعمر السابق للجزائر، والتي ما يزالُ مختلف رؤساها إلى آخرهم ماكرون يرفضون أيَّ اعتذاٍر يقدَّمُ للشعب الجزائري قد يطوي صفحة الماضي.

  إنَّ أجيالا  متعاقبة من الجزائريِّينَ لم تنسَ المليون والنصف الشهيد، و كذلك لم تنسَ الدور القذر الذي لعبتهُ الخونةُ من أجل التمكين لفرنسا بالبقاء في الجزائر ما يقرب من 150 سنة، وهم ما يطلقُ عليهم الجزائريُّونَ بـ”الحركيَّة”.

-حقوقُ الإنسانِ في الجزائرِ 2022

نظرةٌ عامَّةٌ من خلالِ تقارير منظَّمةِ العفوِ الدوليَّة:

-إلى موفَّى السنةِ كان حوالي 250 مواطنًا جزائريًّا محتجزينَ في السجون لمشاركتهم في الاحتجاجاتِ السلميَّةِ ضدَّ سلطةِ العسكرِ، وقد طوَّعت السلطاتُ قانونَ الإرهابِ من أجل تكييف تُهمٍ لأولائك المعتقلينَ السلميِّين.

-19 فيفري -فبراير- تمَّ اعتقالُ رئيس فرع الرابطة الجزائريَّةِ لحقوقِ الإنسانِ بولايةِ تلمسان فالح حمودي ليحكمَ عليه لاحقًا بثلاثِ سنواتٍ سجنًّا، وتمَّ إطلاقُ سراحهِ في شهرِ مارس.

-تمَّ إيقافُ ثمانيةَ أعضاءٍ آخرينَ من رابطةِ حقوقِ الإنسان

-في 18 يناير كانون الثاني تمَّ اعتقالُ الوجه الحِراكي زكي حناش بتهمٍ فضفاضةٍ من مثلِ الإشادةِ بالإرهابِ وتلقِّي تمويلٍ من الخارجِ، وتمَّ إطلاقُ سراحهِ في شهرِ مارس.

-في الرابع والعشرينَ من شهر أبريل -نيسان- توفِّي الناشط في الحِراك الجزائري حكيم دبازي في السجن في ظروفٍ غامضة، كما اعتقلتْ السلطاتُ محاميان أشارا عبر السوشيال ميديا إلى الوفاةِ المسترابةِ لحكيم دبازي، وتمَّ الحكم عليهما بستَّةِ أشهرٍ سجنًا مع وقفِ التفيذ.

-السلطاتُ في الجزائِرِ تتمكَّنُ من استجلابِ العريفِ السابق بالجيشِ محمد بن حليمة بعدَ أن رفضت إسبانيا منحه اللجوء السياسي ليحاكمَ بعشرات السنوات على تهمٍ متعدِّدةٍ أمام المحكمة العسكريَّةِ، وبن حليمة ناشط في الحِراك الجزائري، وقد كان ينشر فيديوَّات تتعلَّق بالفساد الذي ينخرُ مؤسَّسةَ الجيشِ في الجزائر.

-في أكتوبر من السنةِ نفسها حلَّت محكمة جزائريَّةٌ الجمعيَّةَ المدنيَّةَ “تجمُّعُ عمل، شبيبه،” المعروفة اختصًارًا بسامِ” راج” بعد شكوى تلقَّتها من وزارة الداخليَّةِ، ومعروفٌ بأنَّ الجمعيَّةَ كانت من أبرز داعمي الحراكِ الجزائري، وقد سُجنَ أكثرُ من عشرةٍ من أعضائها على خلفيَّةِ نشاطهم في الحِراك المدني السلمي في الجزائر.

-الاقتصاد:

-سوناظراك 2022 في أرقام:

-قيمةُ صادراتِ مجمعِ سوناطراك سنةَ 2022 ناهزتْ 60 مليار دولار.

-الاستثمارُ ما يُعادل5،5 مليار دولار أمريكي.

-الإنتاجُ الأوَّلي للمحروقات 189،26مليون طنٍّ مكافئ نفط، بارتفاعِ نسبة 2% على السنةِ التي قبلها.

-حقَّقتْ سوناطراك كذلك 15 اكتشافًا جديدًا منها ثلاثةٌ بالشراكةِ مع”إيني”

كما سجَّلت اكتشافًا مهمًّا  للغازِ يقدَّرُ بحدودِ 100 و340 مليار متر مكعَّبٍ من الغازِ المكثَّف

كما أعلنتْ الشركةُ-المجمع- بأنَّها استكملت حفرَ بئرٍ في منطقةِ طوغرت ممَّا سمحَ بإعادة تقييمِ الحجمِ المحتمل، والذي قُدِّر ب961 مليون برميل.

-كذلك وقَّعت سوناطراك ثلاثَ عقودِ تقاسمِ محروقاتٍ مع ثلاثٍ من كبرياتِ الشركاتِ في العالم.

-إنتاجُ غازِ البترول المسالِ قد بلغ 8،3 مليون طن.

-إنتاجُ الغاز الطبيعي المسالِ 22،8 مليون م3

-ديبلوماسيًّا:

سُجِّل هذا الأسبوع عودةُ السفير الجزائري لدى فرنسا سعيد موسي إلى سالف مهمَّته الديبلوماسيَّة بالعاصمة باريس، بعد أن استدعي من طرف وزارة خارجيَّته في شهر فيفري على إثر العمليَّة الاستخباراتيَّة التي تورَّط فيها ضبَّاط فرنسيُّون قاموا بتهريب ناشطة جزائريَّة مطلوبة للقضاء من تونس، وكانت الأخيرةُ قد فرَّت من الجزائر ودخلت تونس بطريقة غير شرعيَّة، وتمَّ اقتيادها للمحكمة فتدخَّل ضبَّاط مخابرات فرنسيُّون ليفلحوا في إدخالها إلى فرنسا عبر مطار تونس قرطاج، وقد قيل حينها بأنَّ الرئيس قيس سعيِّد تدخَّل شخصيًّا من أجل تيسير مهمَّة الضبَّاط الفرنسيِّين، ممَّا أغضب السلطات الجزائريَّة، وكسالف عهده في –مسح- أخطائه في الدائرة القريبة منهُ قامَ بإقالة وزير خارجيَّته عثمان الجرندي.

الرئيس تبُّون اعتبر وأنَّ رجوع السفير إلى سالف مهامِّه في باريس أمرًا طبيعيًّا ولا يحتاج إلى تضخيم المسألة أكثر، وذلك لوجود جالية جزائريَّةٍ كبيرةٍ بفرنسا تحتاجُ لمن يرعى مصالحها.

-إفريقيا:

كنَّا قد أشرنا سابقا إلى أنَّ الجزائر صارت معنيَّةً بعمقها الإفريقي أكثر من ذي قبل، وفي ذلك الإطار ضخَّت الدولة أزيد من مليار دولار من أجل أن تكون لها نفوذ في نقاط متقدِّمة في إفريقيا، ولاحقًا أعلنت عن فتح العديد من البنوك الجزائريَّةِ في أكثر من بلد إفريقي من أجل تسهيل الحركة التجاريَّة الجزائريَّة الإفريقيَّة، وتعتزم الجزائر في الشهر القادم يومي 16 و17  تنظيم الطبعة التاسعة لمؤتمر إفريقيا للاستثمار والتجارة، بمشاركة ما لا يقلُّ عن 650 متعامل اقتصادي من مختلف دول العالم، كما ينتظرُ أن توقِّعَ الجزائرعلى هامش المؤتمر ثلاثين اتِّفاقيَّة اقتصاديَّة في مختلفِ المجالات الاقتصاديَّة ممَّا يرفع من رصيد تواجدها المالي والاقتصادي داخل القارَّة.