لايزال الوضع في السودان يتصدر عناوين الصحف البريطانية.

ففي صحيفة الغارديان كتب جيسون بورك وزينب محمد صالح من الخرطوم، مقالا بعنوان “أمراء الحرب الليبيون قد يغرقون السودان في “كابوس” صراع طويل الأمد”.

يشير المقال إلى أن أمير الحرب الليبي، خليفة حفتر، ساعد في إعداد قوات الدعم السريع، شبه العسكرية والتي تقاتل الآن للسيطرة على السودان، للمعركة الجارية الآن، في الأشهر التي سبقت اندلاع العنف المدمر في 15 أبريل/ نيسان، بحسب ما قاله مسؤولون سابقون – في قوات الدعم ومصادر في السودان والمملكة المتحدة – للصحيفة.

ويضيف المقال أن تدخل حفتر، الذي يدير معظم الجزء الشرقي من ليبيا، يثير المخاوف من نشوب صراع طويل الأمد في السودان تغذيه مصالح خارجية. كما تحدث محللون عن “سيناريو مرعب” لجهات فاعلة وقوى إقليمية متعددة تخوض حربا بالوكالة في البلاد.

ويشير الكاتبان إلى أن العلاقة بين حفتر والفريق أول حمدان حميدتي، قائد قوات الدعم السريع في السودان، تعود إلى ما قبل سقوط الرئيس السوداني، عمر البشير، عام 2019. ومع ذلك “فقد ازدادت العلاقة دفئا في السنوات الأخيرة، حيث أرسل حميدتي مرتزقة إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات حفتر العسكرية”.

ونقلا عن مصادر قولها إنه في الأسابيع الأخيرة، ومع اقتراب الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان “بذل حفتر جهودا لدعم حميدتي”. ومع ذلك “لا يريد حفتر ولا الراعيان الدوليان له، الإمارات العربية المتحدة وروسيا الالتزام كليا بطرف واحد في صراع لا تزال نتيجته المحتملة غير واضحة”، وفق المقال.

كما نقل المقال عن “مصادر استخباراتية مقربة من الجيش الوطني الليبي” قولها إن حميدتي “تلقى أثناء زيارة أجراها أحد أبناء حفتر إلى الخرطوم للتبرع بمليوني دولار لنادي المريخ المرتبط بحميدتي، تحذيراً من حفتر بأن خصومه في السودان يستعدون للتحرك ضده”.

وقالت المصادر إنه بعد يوم من مغادرة نجل حفتر للسودان “تحركت قوات الدعم السريع للسيطرة على مطار مروي الدولي، وبدأ في نشر مقاتلين للسيطرة على مواقع رئيسية في العاصمة”.

وأشار الكاتبان إلى أنه في الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن حفتر أرسل شحنة واحدة على الأقل من الأسلحة إلى حميدتي، وهو ادعاء نفاه الجيش الوطني الليبي.

تراكمات فترة طويلة

وفي صحيفة الغارديان أيضا كتبت الكاتبة البريطانية السودانية الأصل، نسرين مالك، مقال رأي بعنوان”لقد زُرعت بذور انهيار السودان منذ عقود”.

تقول نسرين إن جذور الصراع الدموي على السلطة في موطني الأصلي بدأ مع الإبادة الجماعية في دارفور قبل 20 عاما.

وتضيف أن السرعة التي تفكك بها السودان كانت أول مؤشر على أنه نتيجة تراكمات فترة طويلة. وأن انهيار البلاد هو نتيجة لسلسلة من الإخفاقات والتواطؤ منذ فترة طويلة.

وتُعزي الكاتبة مأساة السودان إلى “جُرأته على طلب المزيد، فهو الآن يعاقب”. وتضيف أنه “ينضم إلى مسيرة قاتمة من الدول العربية التي أطاحت، على مدى السنوات العشر الماضية، بزعمائها الديكتاتوريين فقط لترى آمالها في الديمقراطية تتحطم”.

وتمضي بالقول إنه إذا كانت دولة ما بعد الثورة محظوظة، كما حدث في مصر في عهد عبد الفتاح السيسي، فإن النظام القديم ببساطة أعاد تأسيس سلطته، إلا أنه أصبح هذه المرة أكثر وحشية. وفي أسوأ السيناريوهات كما حدث في ليبيا واليمن وسوريا، انزلقت الدولة في حرب أهلية، ما أدى إلى نزوح جماعي للاجئين للدول المجاورة أو الرحلات المحفوفة بالمخاطر إلى أوروبا.

موقع بي بي نيوز عربي 24 أبريل/ نيسان 2023